Slide Ads

World Ads

أهلاوية دوت كوم | اخبار النادى الأهلى المصرى

Wednesday, February 13, 2013

عمار على حسن يكتب : هل يحمل الجهاديون السلاح مجدداً؟



فتاوى القتل ليست جديدة، بل قديمة قدم الاستبداد والطغيان والتعصب فى حياة البشر، عانت منها كل المجتمعات الإنسانية، وأتباع الأديان السماوية، حيث سعى السلاطين المستبدون والملوك الجائرون إلى تكفير من عارضوهم، وتصدوا لظلمهم، وحرضوا الناس ضدهم، وكانت أدواتهم فى التكفير رجال دين أو علماء دين، فعُذبت أبدان، وأُزهقت أرواح، وسُجنت أنفس، وحُرقت كتب، وشُوهت سمعة أطهار أبرار، لكن التاريخ طمس سير الظالمين بينما سجل قصص المدافعين عن الحق والمتصدين للباطل والمنحازين إلى أشواق الناس إلى العدل والحرية والكفاية والمساواة. وكنا قد ظننا أن التكفير والعنف النابع من تصورات وفتاوى دينية قد ذهب إلى غير رجعة، بعد أن عانينا منه طويلا منذ أربعينات القرن العشرين على أيدى جماعة الإخوان ثم مطلع الألفية الثالثة على أيدى الجماعة الإسلامية ومختلف التنظيمات الجهادية، إثر سعى جماعات وتنظيمات اتخذت من الإسلام أيديولوجية لها إلى تطبيق ما سبق أن قاله فقيهها الميت الحى ابن تيمية: «أى من طائفة امتنعت عن تطبيق شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة والمتواترة، قوتلت عليها، والقتال لمجرد المنع لا على جحد الوجود».

وظن البعض أن انخراط أتباع التنظيمات والجماعات الإسلامية فى الحياة السياسية من بابها المشروع، سيقضى على ما تبقى من احتمال لوقوع العنف، لكن فُجعنا بعودة الإخوان أنفسهم، بعد أن تباهوا طويلا وكثيرا بتطليق العنف إلى غير رجعة إلى الاعتداء على معارضيهم، بقتلهم واعتقال بعضهم واحتجازهم وتعذيبهم واستجوابهم فى سماجة وقسوة ضارية، ثم توالى الاتهامات لهم بخطف شباب الثورة والاعتداء عليهم بإفراط، وتهديد آخرين بالسحل والقتل، بل وصل الأمر إلى حد تعزز الشكوك فى أن فرق الإخوان، التى سمع الناس هديرها بهتاف «قوة.. عزيمة.. إيمان»، تدبر أعمال عنف من قبيل الحرق والتحرش الجنسى الممنهج بالفتيات لتخويف النساء من المشاركة فى الاحتجاجات على حكم الجماعة، وكذلك شيطنة الثورة. وهذا العنف أوجد عنفا مضادا، بعد أن كفر قطاع من شباب الثورة، للأسف، بالمسار السلمى.

ومن يطالع كتاب منير أديب «الجماعات الإسلامية والعنف.. العودة إلى العمل المسلح» قد يجد إجابة عن السؤال المخيف الذى يتداوله البعض حاليا وهو: هل يمكن أن تعود بعض التنظيمات الجهادية وغيرها إلى ممارسة العنف المسلح والإرهاب من جديد ضد السلطة أو المجتمع؟ وهنا يجيب: «المشهد الذى جرى فى العباسية ضد المجلس العسكرى، وتجمع فيه بعض القطبيين والسلفية الجهادية وأصحاب الرايات السوداء لهو خير دليل على أن بذور العنف لا تزال موجودة.. فهؤلاء جمعوا معهم الآلاف من الشباب بشعار الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا، فكان هذا بمثابة ما قبل البركان». بل يفاجئنا المؤلف بقوله: «البعض من الجماعات الإسلامية ما زال يؤمن بأفكار التكفير والهجرة، ولكنهم يفتقدون مفكرا ومنظرا وقياديا يحملهم لتنظيم يعمق هذه الفكرة لدى المجتمع ويؤصلها ويدفع نحو تطبيق قواعدها».

لكن أى رصيد لا يزال موجودا بيننا لأفكار شكرى مصطفى، التى لم تكف عن التناسل والتوالد فى ركاب التنظير الأعمق والأشمل لسيد قطب وأبوالأعلى المودودى؟ يجيبنا منير فى كتابه، الذى ينطوى على لقاءات معمقة أجراها مع جهاديين متقاعدين أو مترقبين، قائلا: السلفية الجهادية تيار جديد يحمل لواء العنف وله أنصار كثر تميل إلى هذا الأسلوب، وهو يستمد قوته من التيار السلفى عموما فى مصر، وأغلب أعضائه مروا بتجربة السجن الأليمة فازدادت أفكارهم تطرفا بين شقى رحى التعذيب والاضطهاد، فأصبحوا أكثر إيمانا بجدواها، ولهم شيوخهم الذين يبررون لهم هذا المسلك.

لكن ماذا عن المستقبل؟ هنا يتوقع المؤلف أن تعود «المجموعات القتالية»، التى تكفر الحاكم وتكفر من لا يكفره وبالتالى ترمى المجتمع كله بالكفر وتستبيح أموال وأعراض المسيحيين، إلى العمل من جديد، ويعزو هذا لأسباب منها محدودية تفكير أتباعها وعدم وجود روابط تنظيمية كبرى تجمعها وتمكن من السيطرة عليها.

وبعد أن يستعرض الكاتب تاريخ العنف الذى مارسه تنظيم الجهاد والجناح العسكرى للجماعة الإسلامية ينتهى إلى المعضلة التى نواجهها حاليا وهى «السلفية الجهادية»، وهؤلاء يعتبرون أنفسهم امتدادا لتنظيم القاعدة، وحركة شباب المجاهدين فى الصومال، وحركة طالبان فى أفغانستان، وقد رفضوا كافة المراجعات الفكرية، سواء التى قام بها قادة الجماعة الإسلامية أو مفتى الجهاد الدكتور سيد إمام عبدالعزيز، ووصفوا أصحابها بأنهم «تراجعوا عن فريضة الجهاد» التى يتمسكون بها، وهم «ليس لهم تنظيم واضح أو إطار يتحركون من خلاله، لكن لهم شيوخ يأخذون عنهم.. وهم ينتشرون فى كل أنحاء مصر، لا سيما فى سيناء». وبعد مقابلات ودراسات وغوص فى التاريخ القريب للعنف الذى مورس على خلفية رؤى فقهية ملتوية تحاول أن تسند مضمونها إلى النص الإسلامى ينتهى الكاتب إلى قول خطير يعرضه فى ثقة قائلاً: «الفترة القادمة سوف تشهد عملا مسلحا ربما يكون ضعيفا أو محدود الأثر من الناحية المادية، ولكن أثره المعنوى سيكون كبيرا. وهذه العمليات ستكون عشوائية».
Sent from my BlackBerry® from Vodafone

No comments:

Linlwithin Variety

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...